أخيرا وبإعلان مقتل أسامة بن لادن في باكستان يعلن مسرح برودواي الأمريكي عن إسدال الستار عن واحدة من أكثر مسرحياته درامتيكية بكل فصولها والتي سميت بالقاعدة.
ولنا أن نتسآل هل حقا قتل أسامة بن لادن اليوم؟ لماذا قتل ولم يتم إيقافه؟ ولماذا يقال أنه سيدفن في البحر ووفقا للشريعة الإسلامية؟ماهو دور الأحداث العربية الأخيرة في إسدال ستار مسرحية بن لادن في هذا الوقت بالتحديد؟
وأين هي سيادة باكستان,حيث تجري عملية كهذه قرب عاصمتها بدون علم رئيسها,ثم تقول أمريكا أنها ستدفن الجثة في البحر.هل كل هذا صحيحا أم أن أمريكا وباكستان قالوا لنا فقط ماخططوا ونفدوا و مايريدون قوله لنا فقط؟.
المعلومات الأولية تشير إلى أن زعيم تنظيم القاعدة قد قتل في عملية خاصة للقوات الأمريكية وبمشاركة مخبراتية باكستنية في مجمع سكني يسكنه المتقاعدون العسكريون الباكستانيون على بعد 65كلم من إسلام آباد.كذلك تشير هاته المعلومات إلى أن الرئيس الباكستني لم يكن على علم بالعملية(!!؟) إلا بعد أن أخبره بذلك الرئيس أوباما.
الصورة الأولى لوجه بن لادن المقتول برصاصة في الرأس تظهره أصغر مماكنا نتوقع,فهل قتل بن لادن قبل اليوم,ربما بسنوات؟أوهل قتل بنيران صديقة لكي لايلقي الأمريكيون القبض عليه حيا؟ أمريكا تقول أنها تأكدت من هويته بتحليل الحمض النووي,ثم تزيد بأنها تنوي إطعامه للحوت وبمراسيم الشريعة الإسلامية!؟ فهو لايجب أن يكون له قبرا يقدس و يزار من طرف أتباعه.
أعتقد أن الوقت الآن أصبح مناسبا لإسدال الستار على الجزء الأهم من مسرحية القاعدة,فحرب العراق قد شارفت على نهايتها وحرب أفغانستان لابد لها من حجة وسبب مقنع لإنهائها, إعلان نهاية بن لادن ستكون هي هذا السبب المقنع للأمريكيين للخروج من حرب مكلفة أصبحت لامعنى لها,والشيء الآخر المهم والذي عجل بنهاية بن لادن هو تأكد الأمريكيين أن القاعدة قد أفلست في الشارع العربي والإسلامي وعجزت أن تكون عنصرا فعالا في التغييرات العربية الأخيرة,فالشعوب العربية أختارت الطريق السليم للتغيير, بدون عمليات إنتحارية أو شعارات دينية,أي أن الجهاد للتغيير هو ليس بالضرورة إنتحارا أو حربا دموية أو تفجيرات إستعراضية, وهو ما يشكل ضربة شبه قاضية لفكر القاعدة .
والسؤال المطروح الآن سيكون حول مصير القاعدة وبناتها بعد رحيل زعيمها وإنطفاء شمعة فكرها؟
إن القاعدة إنتهت كتنظيم عسكري قوي منذ قنبلة جبال ثورا بورا وإنهاء حكم الطالبان في أفغانستان وما بقي بعد ذلك فهو فكر القاعدة المنتشر في العراق ومنطقة الساحل واليمن والجزيرة العربية,هذا الفكر تبناه الزرقاوي ودرودكال وغيرهما وأستعملا مظلته لتجنيد الكثير من الشباب العرب لمحاربة أمريكا وبعض الأنظمة العربية والإسلامية المستبدة.
إن عزوف الشارع العربي عن فكر القاعدة هو الذي سيعجل بتقزيمها,وقد تكون أمريكا قد إنتبهت إلى هاته النقطة فعجلت بإسدال الستار عن بعبع القاعدة وعن حربي العراق وأفغانستان,كما أن إعلان مقتل بن لادن والذي حتما سيتبعه الإنسحاب من أفغانستان والعراق سيخدم الرئيس أوباما في الإنتخابات القادمة .
فهل تتوقع عزيزي القارئ ان المسرحية انتهت الان ام انها انتهت منذ سنوات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق