السبت، 30 أبريل 2011

غراميات القرضاوي

اسرار غراميات القرضاوي



http://www.burathanews.com/media/pics/1172092118.jpg



غراميات القرضاوي هذا هو عنوان المقالة التي اختارها الكاتب والصحفي محمد الباز لمقالته والتي نورد نصها كاملا ادناه وكما نشرتها جريدة الفجر في عددها الاخير

ويبدو بان عنوان غراميات القرضاوي الذي اختاره محمد الباز بحد ذانه مثيراً وقد يجلب له عداوة محبي ومريدي فضيلة الشيخ محمد القرضاوي وما اكثرهم، خصوصاً بانه يتناول جانب من حياة الشيخ القرضاوي الخاصة ويتحدث فيها عن القرضاوي الانسان وليس الشيخ وقصة واسرار علاقته ثم زواجه وطلاقه من الفتاة الجزائرية اسماء بن قادة .. وكيف تعرف عليها الشيخ القرضاوي وهي بعمر 20 عاماً

ويستعين الصحفي محمد الباز في تحقيقه عن غراميات القرضاوي بما كتبته طليقة الشيخ القرضاوي ونشرته جريدة الشروق الجزائرية تحت عنوان غزليات القرضاوي وتحور العنوان على يدي محمد الباز صحفي جريدة الفجر ليصبح اكثر اثارة وهو غراميات القرضاوي .

بدون اطالة فيما يلي النص الكامل لمقالة غراميات القرضاوي حرفياً كما اورتها جريدة الفجر

غراميات القرضاوي


  • زوجته الثانية أسماء بن قادة كشفت نصوص رسائله وأشعاره الخاصة
    غراميات القرضاوي

    - عندما رآها لأول مرة قال لها: سبحان الله لقد جمع الله فيك يا أسماء بين الجمال الحسي والجمال الأدبي – كان يهديها كتبه ويسقط منها كلمة «ابنتي» ويستبدل بها «إلي الحبيبة أسماء»- والدها رفض الزواج من الشيخ وقال لابنته: هذا الزواج مدمر لك

    أسماء تكشف في الشروق الجزائرية غزليات الشيخ
    - أتري أطمع أن ألمس من فيك الجوابا.. أتري تصبح آهاتي ألحانا عذاب- يا حبيبي جد بوصل دمت لي واجمع شتاتي.. لا تعذبني كفاني ما مضي من سنوات- يا حبيبي وطبيبي هل لدائي من دواء.. لا تدعني بالهوي أشقي أترضي لي الشقاء- يا حبا زاد تدفقه فغدا طوفانا يغرقني.. يا شوقا أوقد في قلبي جمرات توشك تحرقني

    في ديسمبر 2008 تردد أن الدكتور يوسف القرضاوي طلق زوجته الثانية أسماء بن قادة طلاقا بائنا، وقتها كان القرضاوي قد نشر الحلقة الثالثة والثلاثين من مذكراته “ابن القرية والكتاب.. ملامح سيرة ومسيرة”، وهي الحلقة التي أشار فيها إلي قصة زواجه الثاني، الذي كان من عالم العقول إلي عالم القلوب كما وصفه هو.

    أخذ الكثيرون علي يوسف القرضاوي إغراقه في وصف مشاعره تجاه زوجته التي أحبها، وأساء البعض إلي الشيخ الذي اعتبروه يعود إلي صباه، وأنه أصبح شيخا عاشقا وأنه يتصابي، رغم أن الرجل كان صادقا مع نفسه إلي أعلي درجات الصدق.. فقد أحب.. وليس علي من يهوي حرج.

    سجل القرضاوي قصة حبه وزواجه من أسماء بن قادة التي كانت في العشرنيات من عمرها، ويصف هو ما جري: “كانت ليلة حافلة جياشة بالعواطف والمواقف، وقد دعتني الطالبات بمثل ما استقبلنني به من المودة والابتهاج، وكان في وداعي عدد منهن صحبنني إلي الباب، وقد استرعي انتباهي إحداهن، وزميلاتها ينادينها باسمها: أسماء.

    فقلت لها: هل أنت أسماء صاحبة الكلمة علي المنصة؟ قالت: نعم أنا هي، فلما نظرت إليها عن قرب قلت: سبحان الله، لقد جمع الله لك يا أسماء بين الجمال الحسي والجمال الأدبي، أعطاك الله الذكاء والبيان، وحضور الشخصية، والجمال والقوام، بارك الله لك يا ابنتي فيما منحك من مواهب، وبارك لك في فصاحتك وبارك لك في شجاعتك وبارك لك في ثقافتك، لقد أثلجت صدورنا بردك القوي البليغ”.

    وجدت الفتاة الصغيرة نفسها في حضرة العالم الكبير والداعية المعروف يوسف القرضاوي، وكل هذا الإطراء من نصيبها وحدها، قالت له: لعل كلمتي حازت رضاك يا أستاذ، لكن ما جري أن أسماء نفسها هي التي كانت قد حازت علي كل رضاه، قال لها القرضاوي: “أكثر من الرضا، ولست وحدي، ولكن كل المدعوين من العلماء والدعاة عبروا عن رضائهم وإعجابهم زادك الله توفيقا”.

    ولأن وصلة الغزل كانت قد بدأت بالفعل، قالت له أسماء: ما أنا إلا تلميذة من تلميذاتك وتلامذتك الكثيرين هنا، لقد تتلمذنا علي كتبك من بعيد، ونتتلمذ عليك اليوم مباشرة من قريب، وقد رأيت وسمعت كيف يحبك الجميع، ويتقدم الشيخ خطوة إلي الأمام، يقول: “إذا كان تلاميذي علي هذه الدرجة من نضج التفكير وبلاغة التعبير فقد يغرني هذا كأستاذ”.

    عرف القرضاوي أن أسماء تدرس في كلية العلوم والتكنولوجيا، فقال لها: “يا سبحان الله كنت أحسب أنك في كلية شرعية أو أدبية أنت مثل بناتي الأربع كلهن في تخصصات علمية”، وأضاف الشيخ: “وعلي فكرة ابنتي الصغري اسمها أيضا أسماء وأظنها في مثل سنك”.. ولأن الفتاة لمحت فيما يبدو في عيني القرضاوي إعجاب رجل بامرأة وليس ثناء أستاذ علي تلميذة أنهت كلامها معه قائلة: “أرجو أن تبلغها تحياتي”.

    كان هذا اللقاء مثل الزلزال الذي أعقبته توابع، يقول الشيخ: “لم أكن أعلم أن القدر الأعلي الذي يخط مصاير البشر قد خبأ لي شيئاً لا أعلمه، فقد حجبه عني ضمير الغيب، وأن هذا الحديث التلقائي بيني وبين أسماء الذي لم يتم بعده لقاء بيننا إلا بعد سنتين كاملتين، كان بداية لعاطفة قوية، أدت لعلاقة وثيقة، انتقلت من عالم العقول إلي عالم الأرواح، والقلوب لها قوانينها وسننها التي يستعصي فهمها علي كثير من البشر، وكثيرا ما يسأل الإنسان: ما الذي يحول الخلي إلي شجي؟ وما الذي يربط رجلا من قارة بامرأة من قارة أخري؟ أو ما الذي يحرك القلوب الساكنة فتستحيل إلي جمرة ملتهبة؟حتي تري النسمة تتطور إلي إعصار والشرارة تتحول إلي نار، ولا يجد المرء جوابا لهذا إلا أنه من أسرار عالم القلوب”.

    ولأن القرضاوي كان يعرف ما الذي سيجره عليه كلامه عن حبه وعشقه لزوجته الثانية، فقد حاول أن يسد الطريق علي اللائمين، قال: وقد يعذل العاذلون ويلوم اللائمون ويعنف المعنفون ويقول القائلون: لم.. وكيف يحب الأستاذ تلميذته؟ وكيف يحب الشيخ الكبير فتاة في عمر بناته؟.

    وهل يجوز أن يكون لعالم الدين قلب يتحرك ويتحرق مثل قلوب البشر.. ولا جواب عن ذلك إلا ما قاله شوقي في نهج البردة: يا لائمي في هواه والهوي قدر /لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم”.

    عدد القرضاوي ميزات زوجته الثانية، فكان لها – كما قال هو – نشاطها الدعوي والثقافي في المساجد والأندية والمعاهد والجامعات وفي الإذاعة والتليفزيون، بل كانت أول فتاة محجبة تظهر علي شاشة التليفزيون الجزائري، ثم يسجل القرضاوي تفاصيل الزواج.

    يقول: “دعاني والدها الأستاذ محمد بن قادة علي العشاء في منزله بحي الرستمية بمنطقة الأبيار، وهي من أرقي المناطق في العاصمة، فلم يسعني إلا أن ألبي دعوته، وتعرفت علي الوالد والوالدة، وعلي إخوتها وهم ثلاثة وعلي أخواتها وهن ست ثلاث منهن يحملن الدكتوراة في الفلسفة والاجتماع والجراحة “.

    مضي علي هذا التعارف سنوات انتهت فيها أسماء من دراستها، وخلال هذه السنوات كان القرضاوي كما يقول ويعترف يواري حبه، يقول: كنت أكتم عاطفتي في نفسي لاعتبارات شتي، ولكل إنسان منا طاقة في الكتمان والصبر، ثم تنفد طاقته بحكم الضعف البشري، ولابد أن يأتي يوم يبوح فيه الإنسان بما في أعماقه، وجاء هذا اليوم لأبث أسماء ما بين جوانحي من مشاعر وأشواق”.

    كان القرضاوي يقصد الرسالة التي كتبها لأسماء في 1989 وهو يقدم رجلا ويؤخر أخري.

    يقول الشيخ: “لم يكن الأمر بالعادي ولا السهل ولا الهين علي أن أصارحها بحبي وبيني وبينها عقود من السنين تفصل بيننا، وكانت مفاجأة لها ، فكرت فيها مليا، وترددت كثيرا قبل أن تأخذ قرارها الذي لم تقدم عليه إلا بعد استخارة واستشارة، فلا خاب من استخار ولا ندم من استشار، وقد كان ردها بردا وسلاما علي قلبي، ولكم كانت فرحتي عندما وجدتها تجاوبت معي، وأحسست بسعادة فقد تلاقت روحانا بعد أن تعارفنا في عالم ما قبل المادة”.

    كان الشيخ القرضاوي واضحا مع نفسه، لكن من حوله من أبناء وأتباع ومريدين لم يغفروا له أنه كتب ما كتب عن أسماء زوجته الثانية، أثارت المذكرات في وقتها عاصفة كان أغلبها مكتوماً، بل قيل إن ابن الشيخ الأكبر عبد الرحمن تشيع نكاية في أبيه، وأن الأب هاجم الشيعة لأن ابنه تشيع، أصبحت مذكرات الشيخ لعنة علي الجميع.. ولم يهتم أحد بما حدث لأسماء.. رغم أنها كانت الأولي بالاهتمام.

    علي صفحات جريدة «الشروق» الجزائرية تحدثت أسماء بن قادة منذ أقل من عشرين يوما فقط، ففي عدد 20 نوفمبر الماضي انفرد الزميل ياسين بن لمنور بحوار مطول مع أسماء، اختار له عنوان: «هذه قصتي مع الشيخ القرضاوي قبل وبعد الزواج».. لم تشر أسماء خلال حوارها إلي أن طلاقا تم.. وهو ما يعزز أن ما قيل في 2008 كان شائعة.. لكن ليس معني ذلك أن الحياة قائمة بين الشيخ وبين زوجته الثانية، فما حدث علي هوامش قصة حب القرضاوي الملتهبة كان مفزعا.

    الآن تتحدث أسماء عما جري معها ولها وبها من البداية.

    تقول أسماء: “عرفني الشيخ وأنا علي منصة مؤتمر عام 1984، علي أثر مداخلة قام خلالها حوالي 2000 شخص كانوا مشاركين يصفقون ويكبرون، كما غطتها كل وسائل الإعلام، وكان الشيخ قد تقدم ليحييني ولكنه وجد وسائل الإعلام تحاصرني عند نزولي من المنصة فتراجع إلي أن رآني في المساء في مقر إقامة الطالبات، فسألني إن كنت أسماء التي داخلت في الصباح فقلت نعم، فشكرني كثيرا، وقال: لقد أثلجت صدورنا بردك الذي جاء قويا دون خوف أو وجل”.

    منذ هذا الوقت – وكما تقول أسماء – بدأ الشيخ القرضاوي يقربها منه جدا، ويحاول الحديث معها كلما واتته الفرصة، ويهديها كتبه التي كان يسقط قصدا في بعضها كلمة “ابنتي”، ليكتب “إلي الحبيبة أسماء”.. وبقي علي هذا الحال لمدة خمس سنوات، وفي 1989 حاول الاتصال بها بمجرد وصوله إلي الجزائر مرة أخري.

    كان المؤتمر الذي حضره القرضاوي هذي المرة في مدينة “تبسة”، كانت أسماء تشاركه المؤتمر، وجدته يطلب منها أن تعجل بعودتها إلي العاصمة لكي يتمكن من مقابلتها والحديث معها معلقا: “وإلا ساسأفر وفي قلبي حرقة”، ولكن الظروف لم تساعد علي ذلك التعجيل”.

    تقول أسماء: “اتصل بي من العاصمة وأنا مازلت في تبسة، ليقول لي إنه قد أجل عودته إلي الدوحة يومين حتي يتمكن من مقابلتي، فطلبت منه أن يؤجل ذلك لفرصة أخري من منطلق ما عنده من واجبات ومسئوليات، وأنا غافلة تماما عما يريد أن يحدثني عنه”.

    عاد الشيخ إلي الدوحة، ومن هناك أرسل إلي أسماء رسالة مطولة وقصيدة من 75 بيتا يبثها فيها عواطفه وأشواقه التي كتمها خلال خمس سنوات ومن بين ما جاء فيها: أتري أطمع أن ألمس من فيك الجوابا؟.. أتري تصبح آهاتي ألحانا عذابا؟.. أتري يغدو بعادي عنك وصلا واقترابا؟.. آه ما أحلي الأماني وإن كانت سرابا.. فدعيني في رؤي القرب وإن كانت كذابا.. وافتحي في سراديب الغد المجهول بابا.

    كانت القصيدة مفاجأة أقرب إلي الصدمة لأسماء، تقول عنها: “كنت آراه معجبا، ولكن كانت علاقتي كذلك مع جميع العلماء الذين حظيت عندهم بالكثير من التقدير والحب والاحترام، ولم يكن ذلك غريبا فقد كان يحدث مع أساتذتي وعلماء الجزائر وأصدقاء والدي، ولكن مع فارق السن ووجود زوجة أولي وأولاد، حب بهذه القوة وبهذا العمق والعنف ومكتوما منذ خمس سنوات لم يخطر ببالي”.

    لم يترك الشيخ القرضاوي فرصة لأسماء كي تفكر، كان يجاملها بالمكالمات والرسائل، ثم بدأ يطالبها بمعرفة مشاعرها تجاهه، وكتب ذلك في قصيدة قال فيها: يا حبيبي جد بوصل دمت لي واجمع شتاتي.. لا تعذبني كفاني ما مضي من سنوات.. بت أشكو الوجد فيها شاربا من عبراتي.. يا حبيبي وطبيبي هل لدائي من دواء.. لا تدعني بالهوي أشقي.. أترضي لي الشقاء.. لا تدعني أبك فالدمع سلاح الضعفاء.. كيف يحلو لي عيش ومقامي عنك ناء؟.

    كتمت أسماء الأمر عن أهلها، بسبب ما كانت تشعر به من حرج يعود إلي الظروف المحيطة بالشيخ، تقول: “أول رسالة أرسلتها له قلت فيها: “إن الحب ليس سهما ينفذ إلي ذاتي فجأة، فيقفز فيها نبع العواطف والمشاعر، إنه معني يدركه العقل، ثم يفيض بعد ذلك علي الوجدان، وإن المعني مرتبط بجوهر الشخص.. فهل تمثل أنت ذلك الجوهر.. لا أدري”.

    في نفس الرسالة قالت أسماء إنها لا تعرف مصير هذه العلاقة إن هي سمحت لها بأن تمتد وتتطور، وسألته عن جوانب اهتمامه بشخصها، حتي تتأكد من حبه، فتوالت الرسائل والمكالمات من كل أنحاء الدنيا حيث حل أو ارتحل، وتقول أسماء: “لقد استمرت الرسائل والقصائد بعد الزواج أيضا، وكان ينظم القصائد أحيانا وهو في مصر وأنا في الجزائر، عندما نفترق لبعض أيام الإجازة ويبعث بها إلي، ومن بينها قصيدة عنوانها «شوق».

    يقول القرضاوي في قصيدته شوق: “يا حبا زاد تدفقه فغدا طوفانا يغرقني.. يا شوقا أوقد في قلبي جمرات توشك تحرقني.. أيام الشوق تعذبني كم تجمعني وتفرقني.. وليالي الشوق تطول علي تطير النوم تؤرقني”.

    تسجل أسماء مقدمات وإجراءات الزواج تقول: بعد مغادرة الشيخ الجزائر انقطعت العلاقة بيننا تماما، لمدة خمس سنوات، اتصل بي بعدها من الدوحة، وقال لي إنه لم ينسني لحظة، وأني أعيش بداخله لم أفرقه أبدا، وكما يقول في إحدي رسائله: “أنت معي في حركاتي وسكناتي، وغدواتي وروحاتي، في سفري وفي إقامتي، في البيت وفي المكتب، في الجامع وفي الجامعة، وحدي ومع الناس، أكلم الناس وأنت معي، وأكتب وأنت معي ، وأخطب وأنت معي ، وأصلي وأنت معي”.

    بدأ الوسطاء يخطبون يد أسماء للشيخ، وكان أولهم الشيخ عبد الرحمن شيبان الذي سأل القرضاوي: هل لديك ضمانات بأنه لن يمسها سوء، وهل تضمن ردود فعل أهلك؟فأكد له أن كل ذلك مضمون، ونقل الشيخ شيبان الرسالة إلي والد أسماء، الذي رفض طلب القرضاوي تماما.

    كتب القرضاوي إلي والد أسماء رسالة يوضح فيها موقفه، ويشرح له فيها أن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد تزوج من عائشة رغم فارق السن بينهما، مؤكدا له أنها ستكون في عينه وقلبه، وأنه لن يصيبها مكروه أبدا، وأنه سيعمل علي إسعادها، ولكن والد أسماء ظل علي رفضه، وقال لابنته: اطلبي أي شيء في الدنيا أحققه لك.. إلا هذا الزواج إنه مدمر لك.

    كان والد أسماء يري أن الشيخ القرضاوي أثر علي ابنته برسائلة ومكالماته، واستغل خبرته وفارق السن الكبير جدا بينهما من أجل تحقيق ذلك، في حين كان الأولي به أن يتقدم إليه مباشرة، هذا غير الزوجة والأولاد، والغربة والتعدد الذي لا يمثل جزءا من الثقافة في الجزائر.

    تزوج الشيخ من أسماء في النهاية، كان يصور للجميع أن حياته هادئة، لكن ما كشفت عنه أسماء لجريدة الشروق الجزائرية كان مذهلا.

    الأزمة بدأت من كتابة قصة الزواج في مذكرات الشيخ، وهي المذكرات التي نشرت في أكتوبر 2008 علي حلقات في جريدة «الوطن» القطرية.

    تقول أسماء: “واجه الشيخ ضغوطا كبيرة قبل كتابة المذكرات، إذ طلب منه أولاده بالتحديد – كما أخبرني يومها- الاكتفاء بالأجزاء الثلاثة، وعدم كتابة الجزء الرابع، لأن فيه قصة الزواج، ولكنه أصر علي الكتابة، وفعلا كتبها، ليواجه ضغوطا رهيبة من طرف أولاده وحلفائهم في مصر، علي الرغم من أن الأجزاء الأولي من المذكرات ذكر فيها الشيخ زواجه الأول بالتفاصيل المملة، كما تحدث عن أبنائه، ولكن يبدو أن المقصود من تلك الجهود كان عدم توثيق القصة، بحيث لا يسجل التاريخ أنه تزوج مرة ثانية ومن منطلق حب كبير وإعجاب شديد”.

    رأت أسماء أن أبناء الشيخ استاءوا لأنه ذكر رفض والدها لطلبه الزواج منها مرات عديدة، وعناءه الطويل من أجل تحقيق الزواج، وهنا تفصح أسماء عن جانب مما جري، لكنه إفصاح يرتدي ثوب الإخفاء تقول: “كانوا يريدون أن يترك الزواج ليختفي من نفسه بعد غيابه عن الحياة، ما لم يتم توثيقه في المذكرات، ولكن الله قدر أمرا آخر بعيدا عن محاولتهم تكريس نوع من الزواج السري فعليا بعد أن فشلت محاولات التفريق بسبب تضحيات كبري قدمتها في كل مراحل هذا الزواج، لهدف واحد فقط يتمثل في تفادي ما يمكن أن يؤدي إليه إطلاع الناس علي ما كان يجري من تجاوزات وما يمكن أن تتسبب فيه من صدمة للكثيرين، بإعتبار الشيخ شخصية عامة ورمز، فكل الذي كان يحدث كان غريبا عن تعاليم الإسلام وأحكامه، بل إني لا أبالغ إذا قلت بأني وأسرتي مازلنا إلي حد الآن في حالة ذهول شديد مما حدث”.

    لقد تعرضت أسماء بن قادة في زواجها من القرضاوي لضغوط شديدة، لم تبدأ بعد نشر المذكرات، لكنها بدأت كما قالت منذ أول أيام الزواج، حيث تعرض زواجهما لهزات وأزمات كثيرة، فعبر تنقلها معه من بيروت إلي الأردن ثم إلي أبوظبي والدوحة، فوجئت أسماء بحياة مليئة بالتناقض والمتاعب، تقول: “كانت الصدمة بين ما كان متوقعا وما بات واقعا أقاومه، بتحكيم المرجعية الإسلامية، في حين يستسلم الطرف الآخر مراعاة لمصالح دنيوية تتناقض مع الحدود التي وضعها الإسلام”.

    عانت أسماء كثيرا عندما كانت في الدوحة، وتحديدا فيما يخص ظهورها الإعلامي، بعد حصولها علي الدكتوراه، أصبحت تظهر كثيرا في الندوات والمؤتمرات، كما أنها المنتج الفني لبرنامج “للنساء فقط” الذي يعرض علي قناة الجزيرة.

    تقول: “ظهوري في الإعلام كان يواجه الضغوط بل المقاطعة من طرف أولاده، ولقد قاطعه ابنه لمدة تزيد علي عشر سنوات بسبب هذا الزواج، وأذكر مرة كنت متوجهة إلي اليونسكو للمشاركة في إحدي الندوات، فنشرت «الراية» خبر مشاركتي مرفوقا بصورتي، وهنا قامت الدنيا ولم تقعد من طرف أولاده، إذ لماذا كتبت الجريدة حرم القرضاوي، وفي مرة أخري اتصل بي ابنه وطلب مني عدم ذكر اسمي كمنتجة لبرنامج «للنساء فقط» في قناة الجزيرة في نهاية الحلقة، وكذلك في مؤتمر التلاميذ والأصحاب عام 2007، عندما ظهرت كلمتي علي الجزيرة قاطعوه لفترة وهو في القاهرة.. وكانت كل هذه الأشياء تحاصرني وتخنقني”.

    في أول قصيدة غزل نظمها يوسف القرضاوي في أسماء عام 1989، قال لها فيها: “لست أخشي من غبي أو ذكي يتغابي.. لست أخشي قول حسادي شيخ يتصابي.. كل ما أخشاه أن تنسي فؤادا فيك ذابا.. فأري الأزهار شوكا وأري التبر ترابا.. وأري الأرقام أصفارا ودنيانا يبابا.. وأري الناس سباعا وأري العالم غابا”.

    لكن شيئا من ذلك لم يبق، ففي ليلة الخميس 12 نوفمبر 2008 وبعد عودة أسماء من ندوة كانت تشارك فيها حول مستقبل اللغة العربية، اتصل بها الشيخ وسألها عن الندوة وتحدثا في أمور كثيرة كالعادة، ثم قال عبارته المعهودة التي كان يودعها بها عندما يكون في بيته الأول: «تصبحين علي خير وحب وشوق وأنس»، وفي الصباح اتصل بها وطمأنها أنه قد تناول فطوره وأدويته، وأكد لها أنه ذاهب إلي المزرعة عند صديقه لكي يقضي اليوم هنا وسيعود في المساء.

    تكمل أسماء القصة تقول: “في المساء اتصل بي سكرتيره ليقول لي إن الشيخ سافر وستطول سفرته دون أن أعرف عنه شيئا، وقد كان عندي مؤتمران أحدهما في قبرص والثاني في سوريا، في نفس تلك الأيام، وتحاملت علي نفسي وحضرت أوراقي وشاركت فيهما وأنا أعيش حالة من القلق والإرهاب النفسي نتيجة الترويع، بينما هو مختف لا أعرف عنه شيئا، وقد أغلق كل وسائل الاتصال، وبعد أسابيع تبين أنه في مصر، في الوقت الذي كنت في أشد الحاجة إليه”.

    بعد ذلك بدأت أشياء تقول أسماء لم تكن تتخيلها: أولي الخطوات الاستراتيجية كانت إيقاف نشر المذكرات علي موقعه وموقع إسلام أون لاين الذي كان يترأس مجلس إدارته في ذلك الوقت، وهي خطوة جاءت مرافقة لاختفائه وللحملة الإعلامية.

    كانت حياة أسماء بن قادة جزءا من الحوار الطويل الذي أجرته معها جريدة «الشروق» الجزائرية، دع عنك أن بعضا من الأسئلة كانت إيحائية، وحاولت توريط السيدة أسماء في انتقاد للقرضاوي لا باعتباره زوجها ولكن باعتباره مصريا.

    لكن السؤال الأهم هو: لماذا تحدثت أسماء الآن.. لماذا قررت أن تفرج عما لديها من غزليات القرضاوي فيها قبل وبعد الزواج.. رغم أنها تعرف أن ما قاله الرجل من حقه ولا يمكن أن يلومه فيه أحد؟ لكن العقلية العربية والإسلامية التي تقدس القرضاوي وتعتبره رمزا ومعصوما.. لن تقبل أن يظهر الرجل بمظهر العاشق، بل وسيعتبرون أن ما نشر إساءة في حقه.. فهل قصدت أسماء الإساءة فعلا للقرضاوي.. هل كانت تنتقم لما جري لها علي يد الرجل وعلي أيدي أسرته طوال السنوات الماضية؟

    لا يمكن أن نجيب نيابة عنها.. لكن بأي شيئا يمكن أن نفسر إصرارها علي أن تفصح عن أسرار الشيخ العاشق؟.. السؤال سيظل معلقا.. لأن حديث أسماء ليس إلا الحلقة الأولي من السلسلة التي ستبدأ.. وساعتها لن يبقي شيء غامض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق