الأحد، 10 أبريل 2011

المؤامرة ضد ســوريا ليست خيالاً ولا عقـدة مـؤامرة

قوبلت كل التفسيرات الرسمية السورية للاحداث بتهمة الانتماء الى "عقـدة المؤامرة" كما الى أسلوب الخيال السوري الرسمي في تصنيع الاعترافات والذرائع. وعلى هذا الاساس استمرت الحملات الاعلامية السـامة ضد سـوريا يشعبها وبنظامها.

وفي تفنيد الردود على هذه الحملة الاعلامية نورد في هذا التقـرير بعض الوثائق التي تدحض إدعاءات الحملات الاعلامية الجارية مضيفين اليها بعض المعلومات الخاصة التي تكمل هذا التقرير.

عـلى صعيد الوثائق

الوثائق التي نسوقها هي اعادة عرض ملخصة لبرقيات صادرة عن السفارات الاميركية في المنطقة التي نشرها موقع ويكيليكس لغاية الآن مع ثقتنا بان وثائق لاحقة سوف تنشر بما يقتضيه سياق البرقيات المنشورة لغاية الآن. ونبدأ بـ:

التـورط السعودي الحـريري ضد سـوريا

قبل عرضنا لهذه البرقيات لا بد لنا من التذكير بان هذا العداء مكشوف ومستمر وفق السياق المنطقي للخلاف العقائدي والاستراتيجي بين سـوريا وبين رموز الاعتدال العربي وعلى رأسهم السـعودية. ومن البرقيات المنشورة لغاية الآن حول هذا الموضوع نـورد التالية:

خطـة الحـريري لتغيير النظـام السـوري

أظهرت وثائق لموقع ويكيليكس نشرتها صحيفة الاخبار الجمعة 15/4 أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري طلب في 2006 عزل النظام في سوريا واقترح استبدال الرئيس السوري بشار الأسد بتحالف يضم الاخوان المسلمين و”عددا من الشخصيات التي كانت جزءا من النظام في السابق”.

ونشرت الصحيفة اللبنانية المقربة من حزب الله هذه الوثائق، غداة اتهام السلطات السورية “اطرافا لبنانيين” ومنهم أحد النواب في كتلة المستقبل بتقديم أسلحة وأموال إلى “مجموعة ارهابية” للتحريض على اطاحة النظام، فيما تشهد سوريا منذ شهر حركة احتجاجات لم يسبق لها مثيل.

وبحسب برقية دبلوماسية للسفارة الأمريكية في لبنان، فان الحريري الذي لم يكن في موقع رئاسة الحكومة اللبنانية آنذاك، التقى في 24 اب/ اغسطس 2006 مسؤولين أمريكيين وحث على عزل الرئيس الأسد، محذرا من وقوع اضطرابات في لبنان “بعد الخطاب الأخير لبشار الذي هدد فيه بحرب أهلية في لبنان”، بحسب الصحيفة.

واضافت الوثيقة انه ردا على سؤال حول من يملأ الفراغ في حال سقوط النظام في دمشق، اقترح الحريري “شراكة بين الاخوان المسلمين السوريين، وبعض الشخصيات التي كانت جزءا من النظام” مثل نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام ورئيس الاركان السابق حكمت الشهابي.

وكان الحريري وحلفاؤه في قوى 14 آذار اتهموا سوريا بالوقوف وراء عملية اغتيال والده التي حصلت بواسطة تفجير شاحنة مفخخة في بيروت في 14 شباط/ فبراير 2005 واودت بحياة رفيق الحريري و22 شخصا آخرين.

وانسحب الجيش السوري اثر عملية الاغتيال من لبنان في نيسان/ ابريل 2005 بعد حوالى ثلاثين سنة من الوجود والنفوذ من دون منازع على الساحة اللبنانية، بضغط من الشارع والمجتمع الدولي.

وتلت الانسحاب انتخابات جاءت بالحريري على رأس أغلبية نيابية إلى البرلمان.

وتحسنت العلاقات بين سوريا والحريري بعد تسلمه رئاسة الحكومة في كانون الاول/ ديسمبر 2009 وبعد حصول تقارب بين دمشق والرياض الداعمة للحريري، لكن هذا التحسن لم يدم طويلا.

الحـريري يطلب تحليق الطائرات الاميركية فوق دمشـق

ناشد كل من زعيم الأكثرية وتيّار المستقبل، سعد الحريري، ومستشاريه نادر الحريري وغطاس خوري، القائمة بالأعمال في ،يوم 12 أيار 2008، ، تقديم دعم أميركي أقوى خلال الساعات الـ24 المقبلة، منبهين إلى أنهم بحاجة للمساعدة الأميركية في غضون «ساعات لا أيام!». واقترح سعد أن تطلق الولايات المتحدة طائرة فوق سوريا أو أن تنشر أسطولها البحري السادس على طول الحدود الساحلية السورية. وأنذر بأن قوى 14 آذار لا يمكنها أن تصمد طويلاً بوجه حزب الله، مفيداً أنهم قد يضطرون إلى «إبرام اتفاق» في حال عدم وصول الدعم سريعاً.

وشدّد سعد على أهمية الوصول المرتقب للوفد العربي برئاسة قطر، وعبّر عن ارتيابه وقلقه العميق من أن وصولهم غير متوقع قبل يومين، أي يوم 14 أيار. وكرّر سعد أنه وزميله في 14 آذار، وليد جنبلاط، قد اتفقا على وجوب تراجع مجلس الوزراء عن قراراته بشأن إقالة قائد جهاز أمن المطار وإعلان عدم شرعية شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله. نهاية الملخص.

وتابع سعد إن 14 آذار بحاجة إلى موقف واضح من الولايات المتحدة الأميركية». نحتاج إلى شيء أبعد من التشجيع كي «نبقى أقوياء»، كما حاجج سعد متابعاً، «وإلا فعلينا أن نبرم اتفاقاً، الأمر الذي يغدو مهيناً. إننا نكسر عظامنا ولا نريد أن نهزم بعد الآن». وجزم بأنه وجنبلاط اتفقا على الصمود، لكن إذا لم يلحظا أي مساعدة من الولايات المتحدة، فسيسألان عندها عن السبب الذي يدفعهما للاستمرار بالتحالف مع الولايات المتحدة. «لا يريد السنيورة أي سفك للدماء خلال عهده»، قال سعد. وحذر سعد قائلاً، كلما استمررنا بهذا الصراع وقتاً أطول، كانت خسارتنا أكبر.

من جهته قال غطاس خوري إنه في الساعات الـ24 المقبلة، أمل أن تظهر الولايات المتحدة الأميركية دعمها عبر فرض حظر جوي على سوريا، وزيادة العقوبات عليها، و/ أو عبر تهديدها لإيران. أضاف نادر الحريري «في غضون ساعات، لا أيام! وإلا فستسقط حكومة السنيورة. يجب أن يشعر رئيس الحكومة بوجود شبكة أمان تدعمه وتدعم حكومته». طلب سعد من القائمة بالأعمال أن تقول لواشنطن: «تعلمون ما ينبغي عليكم فعله. لا أعرف ماذا تنتظرون»، واستطرد قائلاً، «قولي لواشنطن، ليس لي، أن تكون «قوية»!»

الحريري لسيسون: تواصلكم مع سوريا يؤذيكم

في هذه الوثيقة المنشورة في 8/12/2010، يبلغ الرئيس الحريري السفيرة الأميركية ميشيل سيسون في 15 تشرين أول 2008. وخلال المقابلة اشتكى الحريري من اللقاء الأميركي الأخير مع وزير الخارجيّة السوري وليد المعلّم. وأشار إلى أن مصر والسعوديّة لا تتكلمان مع سوريا، وقال إن الولايات المتحدة تُخاطر بخسارة الدعم العربي، الذي تمتلكه حالياً، وخصوصاً في لبنان والعراق، من خلال «محادثاتها مع دمشق». لهذا أهميّة خاصة مع طلب الولايات المتحدة الدعم المصري والسعودي في العراق؛ رغبتهما في المساعدة ستتضاءل بسبب الارتباط الأميركي مع سوريا.

من جهتها أشارت السفيرة إلى أن الولايات المتحدة نقلت إلى المعلّم الملاحظات الأميركيّة حول ضرورة تغيير سلوك النظام السوري.

الفيصل اقترح على واشنطن انشاء قوة لمحاربة حزب الله والسنيورة يدعم ذلك بقوة

بث موقع “ويكيليكس” في 8 ديسمبر 2010 وثيقة دبلوماسية اميركية جاء فيها ان السعودية اقترحت تشكيل قوة تكون مهمتها محاربة مقاتلي “حزب الله” في لبنان بمساعدة الولايات المتحدة والامم المتحدة والحلف الاطلسي.

واوضحت الوثيقة انه خلال اجتماع في ايار 2008 مع السفير الاميركي في العراق ديفيد ساترفيلد، اعتبر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ان “ردا امنيا على التحدي العسكري” في بيروت الذي يمثله المقاتلون المدعومون من ايران امر ضروري. واعرب الامير السعودي عن خشيته من ان يؤدي انتصار “حزب الله” على الحكومة اللبنانية التي كان يترأسها في ذلك الوقت فؤاد السنيورة، الى وضع ايران يدها على البلاد.

واوضحت الوثيقة التي نشرها موقع “ويكيليكس” والتي ارسلتها السفارة الاميركية في بيروت ان الفيصل اوضح ان “قوة عربية” بامكانها ان تفرض الامن حول بيروت كون الجيش اللبناني “ضعيف جدا ولا يمكنه تحمل المزيد من الضغوط”.

واضافت الوثيقة انه خلال الاجتماع الذي بحثت فيه هذه الخطة، قال سعود الفيصل انه “على جميع الجبهات الاقليمية التي تتقدم فيها ايران، فان معركة لبنان لضمان السلام هي الاكثر سهولة للانتصار فيها”. وقال لساترفيلد ان فؤاد السنيورة يدعم بقوة المشروع وان الاردن ومصر والجامعة العربية فقط هم على علم به.

النآمـر الاميـركي الاسـرائيلي على ســوريا

العـداء الاميركي الاسرائيلي لسوريا لا يحتاج الى براهين وهو عصي على الادراج في "نظرية المؤامرة" كتهمة جاهزة لارهاب الفكر غير المتوافق مع المصالح الاميركية. حيث يأتي سلوك جيفري فيلتمان في التعاطي مع اصدقائه اللبنانيين من موقع "المندوب السامي الاميركي" مكملاً لخطوات اميركية من نوع قانون محاسبة سوريا وبعده القرار 1559 ثم الحملة المنظمة بقيادة اميركية وتمويل سعودي وتمثيل حريري ضد سوريا. ويضاف الى كل ذلك حفلات الانتقام الاميركية من كل المتعاونين اللبنانيين مع سوريا. حيث تجاهلت هذه الحفلات واقع ان هذا التعاون كان مفروضاً بواقع الوجود العسكري السوري في لبنـان. الا ان اميركا اعتبرت انها فتحت باب التوبة لمن تعاون قسراً مع سوريا مفترضة ان رافضي مشروعها في لبنان هم عملاء للمخابرات السورية. وصدمت المخابرات الاميركية بحجم اللبنانيين الذين يعتبرون تعاونهم مع سـوريا شرفاً بالمقارنة مع التعاون مع السفارة الاميركية ومخابراتها. بل ان هذه الفئة من اللبنانيين بقيت تنظر باستعلاء واحتقار للاكثرية البرلمانية التي زورها فيلتمان. فكانت حفلات الانتقام الاميركية المتنوعة والمشتركة فقط في كونها انتهاكات فاقعة للسيادة اللبنانية التي كان يدافع عنها أصدقاء اميركا اللبنانيين ويرفعونها شعاراً. ونحن بانتظار وثائق ويكليكس التي تفضح هذه الانتهاكات التي تحول اي مسؤول لبناني داعم لها الى خـائن وغير مؤتمن على بلده. وهؤلاء هم تحديداً الذين يصرخون منذ سنوات رافضين تهمة التخوين متجاهلين ثبوت هذه التهمة بحقهم عبر وثائق ويكليكس القادمة وهي بدأت بالظهور تباعاً. وان اقتصر ظهورها لغاية الآن على التعامل مع اسرائيل اما ما فضحته هذه الوثائق من وجوه التعامل مع السفارة الاميركية فهو لا يزال في اطار يمكن هؤلاء من تبريره.

وفي ما يلي بعض اهم وثائق ويكليكس الصادرة في هذا المجال ونبدأها بـ:

إسـرائيل:على سوريا ان تدفع ثمن دورها بحرب تموز

نقلت صحيفة "الأخبـار" في 25 آذار 2011 عن وثائق ويكيليكس المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلي غابي أشكنازي في حديث إلى السفير الأميركي الأسبق جيفري فيلتمان، بحسب ما أكدت وثيقة لـ"ويكيليكس" أن "الدرس الأكبر الذي تعلمناه في الحرب في تموز 2006 أن التنائج يمكن ويجب أن تكون أفضل"، مشيراً إلى أن "علينا أن نستعد لجولة ثانية مع حزب الله وربما مع سوريا لأنه عليها أن تدفع ثمن دورها في هذه الحرب".

الطريف الاسود في الموضوع هو تطابق رأي اشكينازي الوارد في هذه البرقية مع رأي بنـدر بن سـلطان الوارد في برقية اخرى نشرها ويكيليكس وقد عرضناها أعلاه.

السفيرة سيسـون تثير ملفات وتتهم سوريا

في الوثيقة المنشورة في 8/12/2011، حول لقاء السفيرة سيسون مع الحريري تشير السفيرة إلى أن الولايات المتحدة نقلت إلى المعلّم الملاحظات الأميركيّة؛ وتتضمّن دعم سوريا لعناصر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، دعم سوريا للإرهاب، وسجلّ سوريا في مجال حقوق الإنسان. كما أعلنت واشنطن دعمها للسيادة اللبنانيّة. وأكثر من ذلك، فإن الوزيرة رايس أعلنت أن الولايات المتحدة تدعم بناء العلاقات الدبلوماسيّة بين لبنان وسوريا، لكنها أشارت إلى أن هذا يحتاج إلى احترام متبادل. كما أن التطبيع يتضمّن ترسيم الحدود ووضع حدّ لنقل السلاح عبر سوريا في خرق للقرار 1701. وقال الحريري إنه يخاف من أن تركيز الإدارة الأميركيّة الحالي هو «ترك أثر»، وهذا ما قد يُضرّ بشعبيّة الولايات المتحدة في العالم العربي.

تسيبي ليفني: إسرائيل ولبنان يتشاركان هدف نزع سلاح "حزب الله"

اشارت وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني بموجب البرقيات الاميركية التي نشرتها صحيفة "الاخبار" في 19 آذار 2011 الى ان الحكومة الاسرائيلية كانت تدرك ان الحكومة اللبنانية تمثل انجازا بالنسبة للمجتمع الدولي وهي تعتقد ان حكومة فؤاد السنيورة هي خطوة في اتجاه مستقبل أفضل للبنان، ولقد ميزت الحكومة الاسرائيلية بين الحكومة اللبنانية وحكومة حزب الله وركزت هجماتها على حزب الله.

لكن ليفني التي كانت تتحدث الى ممثلي البعثات الدبلوماسية الاجنبية في اسرائيل في السابع من اب شددت على ضرورة تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1559، مشيرة الى ان الحكومة الاسرائيلية تقر بضعف حكومة السنيورة، لافتة الى "حاجة المجتمع الدولي الى قواعد للتعامل مع حالات مماثلة للحالة الراهنة".

واذا رأت ان الضغط الخارجي يمكن ان يساعد الاخرين على اتخاذ قرارات غير شعبية"، اعتبرت ان المجتمع الدولي يمكنه ان يساعد السنيورة على افضل وجه عبر اتخاذ قرارات من دون انتظار موافقته بحيث لا يكون بمقدوره المزيد من التسويف.

وتابعت ليفني ان لا سوء فهم بين اسرائيل ولبنان، فكلا البلدين يتشاركان الهدف نفسه وهو نزع سلاح حزب الله والسماح للبنان بممارسة سيادته كاملة.

السفارة الأميركية في دمشق والعزف على الوتر الطـــائفي

رقم البرقية: 08DAMASCUS348

التاريخ: 15 أيار 2008 13:31

مصنفة من: القائم بالأعمال مايكل كوربن

نشرتها صحيفة "الاخبار" في11 أيار 2011

الموضوع: نقاط الضغط على حكومة الجمهورية العربية السورية في الأزمة اللبنانية الحالية

(...)

2. (س) بينما تركز واشنطن على وسائل الضغط على الحكومة السورية في ما يتعلق بسياستها في لبنان، نقترح المجالات الستة المحددة الآتية، التي نعتقد أنها الأكثر تأثيراً على تفكير الحكومة السورية حالياً. الحكومة السورية تعيد تقويم موقفها من لبنان، وقد يكون لإجراءات تتخذ في الوقت المناسب في بعض أو جميع المجالات الآتية تأثير ملموس. المجالات الستة هي:

– استخدام أدوات الدبلوماسية العامة للتشديد على المظهر الشيعي ـ الإيراني للدعم الذي تقدمه سوريا لحزب الله.

– التحرك سريعاً لفرض عقوبات على محمد حمشو وآخرين: الآن هو وقت التحرك.

– التشديد على لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول لبنان وتسريع إنشائها.

– التركيز على الضعف الاقتصادي الحالي لسوريا، ربما من خلال الضغط على العراقيين لرفض التعاون الاقتصادي في ظل غياب تعاون أمني أكبر بكثير من سوريا.

– إرسال الرسائل عبر البلدان التي تتمتع بتأثير كبير على سوريا: تركيا، الإمارات العربية المتحدة، الكويت والهند. الطلب إلى الإمارات والكويت والهند أن تلغي خطط بشار بخصوص زيارتها في حزيران.

– زيادة ضغوط الاتحاد الأوروبي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في دمشق عبر تظهير الناشطين السياسيين القابعين في السجن بسبب تعبيرهم عن دعم 14 آذار.

التركيز على التواطؤ السوري الإيراني ـ الشيعي

3. رغم ضرورة التنبه إلى تفادي اجتياز الخط نحو تشجيع الطائفية، تحث السفارة بقوة على المزيد من التركيز على علاقة سوريا القوية بإيران وحزب الله، فيما يركز الشيعة على مهاجمة العالم العربي. نرى أنه يجب أن تشدد على الدعم المادي الذي تقدمه الحكومة الإيرانية لهجمات حزب الله العنيفة على العرب. إن الرسالة التي مفادها أن سوريا تنفذ، ببساطة، رغبات شيعة إيران ستهشّم صورة بشار محلياً وفي العالم العربي وتعقّد محاولاته لتقديم نفسه قائداً عربياً «سنّياً». رفض سوريا المشاركة البنّاءة في بعثة الجامعة العربية في لبنان (رغم أن سوريا هي الرئيسة الفخرية لجامعة الدول هذه السنة) يقدم أيضاً نقطة ضعف للاستغلال من الدبلوماسية العامة. هذه العناوين ستقوّي رسائل مصر والسعودية الخاصة في هذه المواضيع.

قرار عقوبات. حان الوقت المناسب

4. إن تسمية رامي مخلوف في قرار العقوبات الصادر في شباط 2008 (E.O. 13460) ولّد رد فعل ذا دلالة في سوريا. التسمية المباشرة لمحمد حمشو، يليه بسرعة الصراف في السوق السوداء زهير سحلول (أبو شفيق)، من بين تجار عملات آخرين تابعين للنظام، سيكون لها صدى داخل الدائرة المقربة من الأسد وفي الشارع السوري على حد سواء. هذا تدبير من شأنه إرسال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة تستطيع، وستمارس ضغطاً مباشراً على الأفراد السوريين البارزين المرتبطين بسياسات النظام السوري.

المحكمة الخاصة

5. ربما مع بعض المبالغة، تشدّد مصادرنا من المعارضة والمجتمع المدني على أن تحقيقات لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في اغتيال الحريري لا تزال «ترعب» النظام. مع ذلك، يظل النظام السوري مهتماً بالدفاع عن صورته إزاء الإعلام السلبي المرتبط بالادعاءات المتعلقة باغتيال زعيم سني. سيكون من شأن جهود تسريع تحقيق المحكمة والبدء بمرحلة الادعاء إرسال إشارة قوية للنظام بأن الضغط الدولي للتعاون سيطاله بأسرع مما كان يتوقع. (...)

استغلال التركيز الأوروبي على حقوق الإنسان

8. عزّز إعلان بيروت ـ دمشق عام 2006 التضامن بين قادة المجتمع المدني في لبنان وسوريا وأدى إلى اعتقال النظام السوري عدداً من الناشطين السوريين بسبب بيان طالب سوريا بوقف تدخلاتها في لبنان. نعتقد أن بإمكاننا تظهير هذا الجانب اللبناني عبر الطلب من الاتحاد الأوروبي ومعظم البلدان الأوروبية متابعة جهودها في الضغط على النظام السوري في ما يتعلق بانتهاكاته لحقوق الإنسان. قد يمثّل تشجيع الأوروبيين على تظهير حالات المنشقين من أمثال رياض سيف (المتزوّج ألمانية) وأنور البني (زعيم سوري وراء إعلان بيروت ـ دمشق) طريقة لإعلان ضغط موحّد من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. البنّي، بالتحديد، مهم لبلدان الاتحاد الأوروبي، باعتباره مؤسّس ومدير مركز تدريب المجتمع المدني السيئ الطالع الذي موّله الاتحاد الأوروبي وأغلقه النظام السوري قسراً بعد مرور ثمانية أيام فقط على افتتاحه في نيسان 2006. (البني في السجن منذ أيار 2006).

كوربن

التحليلات والإسـتنتاجات الواقعية عبر ويكيليكس

بالاستناد الى المعلومات الواردة في وثائق ويكيليكس المعروضة اعلاه فقط يتبين ان الحديث عن مؤامرة اميركية اسرائيلية سعودية بواجهة حريرية ليس تهماً يلقيها الاعلام السوري على كواهلها. كما ان هذا الحديث لا صلة له بنظرية المـؤامرة الموظفة لتسفيه اية محاولة لابراز حقائق المسلسل المؤامراتي الاميركي في سـوريا كما في المنطقة. اذ ان هذه الوثائق تعطي الدعم وتسبغ الموضوعية على الوقائع التالية:

1 الاحتضان الاميركي بواجهة لبنانية لاعلان دمشق: حيث الدعوة الاميركية لاستغلال التركيز الأوروبي على حقوق الإنسان عبر الطلب من الاتحاد الأوروبي ومعظم البلدان الأوروبية متابعة جهودها في الضغط على النظام السوري في ما يتعلق بانتهاكاته لحقوق الإنسان.

2 التحضير المسبق لعقوبات على سوريا: تسمية رامي مخلوف في قرار العقوبات الصادر في شباط 2008 (E.O. 13460) ولّد رد فعل ذا دلالة في سوريا. التسمية المباشرة لمحمد حمشو، يليه بسرعة الصراف في السوق السوداء زهير سحلول (أبو شفيق)، من بين تجار عملات آخرين تابعين للنظام، سيكون لها صدى داخل الدائرة المقربة من الأسد وفي الشارع السوري على حد سواء. هذا تدبير من شأنه إرسال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة تستطيع، وستمارس ضغطاً مباشراً على الأفراد السوريين البارزين المرتبطين بسياسات النظام السوري.

3 تكـرار الاتهامات الاميركية لسوريا: تقول البرقية الاميركية المنشورة في 8/12/2011، ان السفيرة سيسون عرضت لوزير الخارجية السوري في لقائهما في ايار 2008 الملاحظات الأميركيّة. وهي واقعاً ملفات تهديد اميركية لسوريا. وتتضمّن ما تعتبره واشنطن دعم سوريا لعناصر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط (المقاومات العربية)، دعم سوريا للإرهاب، وسجلّ سوريا في مجال حقوق الإنسان. كما أكدت السفيرة دعم واشنطن للسيادة اللبنانيّة.

4 الخطة الاميركية الاستباقية للضغط على سـوريا: المتركزة في المجالات الستة التالية: الضغط الدبلوماسي لمذهبة الدعم السوري لحزب الله بما يخرج هذا الدعم من اطار مواجهة اسرائيل ودعم سوريا للمقاومات العربية. مع اطلاق آلية فرض العقوبات على الاشخاص وفق عملية تشهير اميركية بهم وبالنظام السوري. مع التلويح بمعاودة الضغط في موضوع اغتيال الحريري. بالاضافة الى استغلال الضعف الاقتصادي السوري (الناحم اساساً عن حصار اقتصادي اميركي مدعوم من العرب اصدقاء واشنطن وبالاجواء العدائية ضد سوريا في بعض الاوساط اللبنانية). وخامساً التلويح بمحاولة فرض عزلة دولية جديدة على سوريا والغاء بعض زيارات الرئيس السوري لبلدان عربية واجنبية. وسادساً واخيراً زيادة ضغوط الاتحاد الأوروبي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في دمشق عبر تظهير الناشطين السياسيين القابعين في السجن بسبب تعبيرهم عن دعم 14 آذار.

5 - اللقاء السعودي الاسرائيلي ضد سـوريا: تؤكد تصريحات اشكينازي المتقاطعة مع تصريحات سعود الفيصل اتفاق اسرائيل مع السعودية على الدور السوري في حرب تموز وضرورة ان تدفع سوريا ثمن نصر حزب الله في تلك الحرب.

6 – استهداف النظام السوري: الكل يختلف دائماً عن مجموعة الاجزاء لذلك فان مجموعة الاشارات الواردة اعلاه تختلف عن الهدف الكلي لهذه الاشارات. هذا الهدف الذي عبر عنه سعد الحريري في الوثيقة التي نشرتها صحيفة الاخبار الجمعة 15/4 والتي اوردت أن سعد الحريري طلب في 2006 عزل النظام في سوريا واقترح استبدال الرئيس السوري بشار الأسد بتحالف يضم الاخوان المسلمين و”عددا من الشخصيات التي كانت جزءا من النظام في السابق. وهنا يصعب الاعتقاد بان الاقتراح من بنات أفكار الاستراتيجيات الحريرية وانما هو لقن هذه الرؤية.

7 - طلب الحـريري للدعم العسكري الاميركي: وهو ما اشارت له وثيقة مناشدة كل من سعد الحريري، ومستشاريه نادر الحريري وغطاس خوري، القائمة بالأعمال في ،يوم 12 أيار 2008، ، تقديم دعم أميركي أقوى خلال الساعات الـ24 المقبلة، منبهين إلى أنهم بحاجة للمساعدة الأميركية في غضون «ساعات لا أيام!». واقترح سعد أن تطلق الولايات المتحدة طائرة فوق سوريا أو أن تنشر أسطولها البحري السادس على طول الحدود الساحلية السورية. وأنذر بأن قوى 14 آذار لا يمكنها أن تصمد طويلاً بوجه حزب الله، مفيداً أنهم قد يضطرون إلى «إبرام اتفاق» في حال عدم وصول الدعم سريعاً.

على صعيـد المعـلومات

أصحاب القرار في الدول المعادية لسـوريا لا يمكنها إنكار حجم الضغوط التي بذلتها لاسقاط النظام السوري بذريعة الانتقام لاغتيال الحريري. فمنذ العام 2005 وسوريا تواجه محاولات وضغوط كانت شديدة الوطأة على النظام السوري المنهك اصلاً بحصار اقتصادي اميركي طويل المدى.

هذا وكشفت الاجهزة الامنية السورية العديد من الشبكات التجسسية والمتورطين مع مخابرات اجنبية مع مصادر تمويلهم وتسليحهم ومديري عملياتهم وايضاً الجهات الداعمة لهم في دول الجوار السوري. حيث برزت شخصيات من فريق الحريري (محددة الاسماء بدقة مدهشة بمن فيهم عملاء مزدوجين للسعودية والموساد) كانت تمول التمرد السوري وتسلحه. واكتفت هذه الجهات بطرح اسم النائب الحريري جمال الجراح وبقيت متحفظة على بقية الاسماء رغم تحديدها بالدقة المطلوبة.

ولمن يطلب التحقيق في مجريات الاحداث في سوريا عليه البدء من لبنـان حيث تشير المعلومات المؤكدة الى المعطيات الميدانية التالية:

1 – إرتفاع أسـعار السلاح في لبنـان: تؤكد المعلومات ان اسعار السلاح في لبنان عرفت ارتفاعات تدريجية خلال الاشهر السابقة لتاريخ 5 شباط وهو تاريخ انطلاق الاحتجاجات السورية. حيث بدأ الارتفاع يطال اسلحة صيد الحيوانات الكبيرة وتلتها سوق الاسلحة الخفيفة وبعد انطلاق الاحتجاجات ازدهرت سوق الاسلحة المتوسطة مع تحرك سوق الاسلحة الاثقل. ولقد صادرت السلطات السورية دفعات من هذه الاسلحة وتتبعت مصادرها بحيث باتت لديها قائمة طويلة من اسماء المتورطين ببيع وتهريب الاسلحة الى سـوريا.

2 - تورط القيادات الحريرية في تسليح الاحتجاجات: تقول المعلومات ان الكشف عن اسم جمال الجراح كان رسالة من السلطات السورية الى عبد الحليم خدام وجماعته في لبنان وسوريا. إلا ان المسؤول الاول عن حملة تهريب السلاح الى سوريا هو قيادي من الدرجة الثالثة في حزب الحريري. حيث يشير رصد تحركات هذا الشخص الى التالي:

1 – تـواطوء حريري – فلسطيني: استخدام هذا القيادي الحريري لجهات فلسطينية في عملياته. وهي جهات كان المشار اليه وسيطاً يؤمن اتصالاتها مع الحريري وحزبه. وهذه الجهات الفلسطينية تتحرك أمنياً منذ سنوات لصالح تيار الحريري بوساطة الشخص المعني. وهي نفذت عمليات سوداء لصالح الحريري.

2 – شبكات الخليوي اللبنانية اداة التنسيق: أقام هذا الشخص ابتداء من اول شباط بشراء خطوط الخليوي من الاسواق حتى فقدت هذه الخطوط من السوق بتاريخ 3 شباط. حيث يشار ان هذه الخطوط اللبنانية تعمل في المناطق السورية الحدودية (خاصة في منطقة تل كلخ السورية) وهي استخدمت للتنسيق بين المتمردين والقيادات الحريرية الميدانية.

3 – غرفة عمليات لبنانية للاشراف على الاحتجاجات السورية: تقول المعلومات انه والى جانب قيادات المستقبل يشارك في غرفة العمليات هذه ممثلون عن رفعت الاسد بقيادة ابنه المقيم في بيروت "ريبـال" وعن عبد الحليم خدام (النائب جمال الجراح) كما يتمثل الاكراد المقيمين في لبنان في هذه الغرفة.

4 – تورط مخابرات دول عربية: تتكتم المصادر عليها وترى انها معروفة ولا داعي لاثارة ملفاتها.

5 – تقدم تحقيقات مخابرات الجيش اللبناني: تقول المعلومات ان مخابرات الجيش اللبناني تحركت بصورة تلقائية للقيام بمهامها في مثل هذه الحالات. وزادت نشاطها عقب الاعلانات السورية المتتتالية عن تورط لبنانيين ومقيمين في لبنان بعمليات تمويل وتسليح متمردين سوريين. وأعقب ذلك تسليم السلطات السورية معلومات خاصة بهذا الصدد. وتحركت مخابرات الجيش على أساس هذه المعلومات وبدأت حملات دهم افضت لايقاف عدد من المتورطين.

هذا ووعدت المصادر بالكشف عن معلومات وصفتها بالصادمة حول تورط جهات لبنانية في دعم التمرد السوري المسلح। كما وعدت بتسريب قائمة باسماء القيادات الحريرية المتورطة مباشرة بالموضوع.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق