اني لأرى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها..
وان الأسد لصاحبها
بعد أسابيع عديدة على بدء الاحتجاجات في سوريا ينتقل الثوار "السلميون" الى حالة التمرد العنيف الدموي آملين ان يلجأ الرئيس الأسد الى العنف مما يبرر لهم فورا طلب العون من الناتو للتدخل لينتقلوا بسرعة الى السيناريو الليبي. الشباب في أنطاليا وبروكسل في عجلة من أمرهم بعد ازدياد الضغوط الدولية عليهم من مموليهم وقد بعثوا بمجموعة من القتلة المدربين لاستدراج الجيش الى معركة محسومة سلفا لصالحه لكن الغاية هي طرح الوصاية الدولية على الطريقة الليبية بعد اطلاق صرخات الاستنجاد والاستغاثة التي بدأت في غير مكان سلفا.
في التاريخ أخطاء قاتلة يرتكبها الأغبياء أو المتهورون المقامرون فكما أخطأ هتلر باعلان الحرب في توقيت قاتل على روسيا فاندحر، وكما أخطأ اليابانيون في الهجوم على بيرل هاربر فدفعوا الثمن بقنبلتين ذريتين، وكما أخطأ هكطور في الأسطورة الطروادية بقتل قريب أخيليس فدفع حياته ثمنا ودفعت كل طروادة ثمن تلك الخطيئة ، وكما أخطأ ملك القدس بحماية شاتولييه قاتل شقيقة صلاح الدين والخروج من حصونه بكل فرسانه ليصطاده سيف صلاح الدين وسيوف الدماشقة في حطين لتكون نهاية المملكة الصليبية، وكما أخطأ جمال باشا السفاح باعدام شهداء سوريا فدفع الأتراك ثمن ذلك من وجود امبراطوريتهم كلها، وكما كانت مجزرة الأزبكية المروعة سببا مباشرا في انفضاض التأييد عن جماعة الاخوان المسلمين مما سمح للرئيس حافظ الأسد بالحسم بعنف في حماة.. فان الثورة السورية الآن سارت بنفسها الى حتفها والى المقصلة ووضعت رأسها تحتها عبر تقديمها مشهد اعدام علني لرجل أمن بطريقة بربرية وسط حماة وعبر مجزرة جسر الشغورالرهيبة...وسنتلقف قريبا رأس الثورة المقطوع في سلة في جسر الشغور بعد بتر يديها في بانياس ودرعا.
غلطة الشاطر بألف ..مافعله المتطرفون في ساحة حماة من اعدام بربري لرجل أمن وماتلاه من مجزرة مروعة في جسر الشغور هي بمثابة الانتحار بالتردي في الجحيم .. شكلت هذه الفعلة الشنيعة حالة "الصدمة والرعب" التي أفاق عليها جميع السوريين وهم يرون أن هذه المجموعات المعارضة مدربة على القتل والفتك والتحول الى قطعان ذئاب هائجة وضباع عطشى للدم وليست مدربة على خوض المظاهرات السلمية طويلة النفس التي ليست من اختصاصها ..السوريون مذهولون من حجم الوحشية التي يتمتع بها ثوار "الثورة السورية" ..ومذهولون من حجم العار الذي جللتهم به هذه الثعابين ..ومذهولون أيضا من حجم السلام الداخلي الذي يعيشه الرئيس الأسد بروح المسيح الجديد الذي يقود البلاد وهو يقدم خده الأيمن وخده الأيسر..
مالايعرفه الكثيرون أن عملية قتل رجل الأمن السوري وتعليقه على عمود كهرباء كان طلبا أمريكيا كما تشير الأحداث..ولنعد بالذاكرة الى عام 2004 عندما قتل أهل الفالوجة أربعة متعاقدين أمنيين أمريكيين وسحبوا جثثهم المحترقة من عربتهم المتفجرة وعلقوها على جسر الفالوجة .. يومها طلب المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق مارك كيميت من أهل الفالوجة تسليم الفاعلين والا سحقها وندم أهلها لأجيال (وقد فعل لاحقا).... وبعثت قيادة القوات الأمريكية برسالة الى القيادة السورية لتسليم عدد من المنفذين الذين هربوا الى سوريا عبر الحدود لأنهم من القياديين البعثيين المقاومين في الفالوجة وكان ردّ السوريين البارد بأنهم لامعرفة لهم بذلك ولامعرفة لهم بمكان الفارين.. فكان رد "كيميت" بأنه سيري السوريين ماذا يعني كيف يعلق رجل أمن على عمود كهرباء في قلب مدن سوريا ولو بعد عشر سنوات..وقد وفى الاميريكيون بوعدهم عبر جماعة الاخوان المسلمين التي ثأر الأمريكيون من خلالهم على تعليق رجال أمنهم على عمود كهرباء جسر مدينة الفالوجة، فعلقوا رجال الأمن السوريين على عمود كهرباء وسط مدينة سورية ..هي للأسف حماة التي كانت على الدوام كبش فداء يقدمه خصوم النظام السوري كلما اختلفوا مع هذا النظام..
ان صور اعدام رجل الأمن في حماة ومجزرة جسر الشغور أسقطت كل صور الضحايا التي تفننت بكائيات المعارضة في ابتزاز مشاعرنا من اجلها..من صور الكذب عن تعذيب الطفل حمزة الى صور الضحايا المضرجة بالدم والبكاء والعويل الى المقابر الجماعية المفبركة ..وماحدث هو أننا بصراحة بدأنا نفقد تعاطفنا بسرعة مع الثوار والمظاهرات والضحايا ونداء الحرية وصرنا نريد بالضبط معاملة قاسية لارحمة فيها ونريد ان نرى الرؤوس التي قد أينعت تقطف قريبا ..وأولها رأس الثورة المريضة..وبعدها رؤوس العرعور والقرضاوي وكل من شارك بالحرب على سوريا من دول او منظمات او جهات او افراد ..
بصراحة بعد انطلاق العنف لم نعد نؤيد السماح للتظاهر في هذه المرحلة ولن نتردد في تأييد الدولة في اتخاذ اي اجراء قاس بحق المتظاهرين الذين لايحصلون على ترخيص بالتظاهر طالما ان المظاهرات صارت غطاء للسلاح والقتل..وكلنا يذكر عندما تعرضت ولاية كاليفورنيا الأمريكية لاعصار كاترينا وغرقت المدن الساحلية كيف انتشر السلب والنهب وانتشرت العصابات المسلحة فقام الجيش الأمريكي بملاحقة اللصوص وقتلهم في الطرقات وكانت الحصيلة 86 قتيلا من رجال العصابات في أيام قليلة..ولم يتشدق دعاة حقوق الانسان بحقوق الانسان ... واليوم المتظاهرون في سوريا يقدمون الغطاء الواقي لتحرك الشغب المسلح ويجب معاملتهم كمسلحين..وشعارنا القوي هو الشعب... يريد..... قمع ....المتظاهرين ..................................و.....................الشعب ....يريد.... اسقاط...... الثورة
المجزرة التي ارتكبتها الثورة السورية "السلمية" في جسر الشغور نقلتنا جميعا من حالة التردد الى حالة اليقين بأن الثورة السورية مصابة بالسعار والمرض وهي خطرة على مستقبل الوطن السوري وعلى مستقبل أبنائها الذين يحملونها وهم لايدرون أنهم يحملون دراكيولا مصاصة الدماء التي ستقتلهم أيضا بعد أن تنشب أنيابها في أعناقهم
يجب التعامل مع هذه الثورة بمنتهى القسوة واعتبار كل العناصر المسلحة جزءا من ميليشيا اسرائيلية يجب تنفيذ أحكام الاعدام فيها ميدانيا ودون رحمة
السوريون انحازوا نهائيا الى قرار نهائي وهو اسقاط الوطنية عن المعارضة السورية دون استثناء ورفض رموزها دون استثناء ورفض المظاهرات من أي نوع في الطرقات ..
سنتطلع الى منظري الثورة السلمية وكيف سيواجهون هذه المشاهد المروعة ولاأدري ان كانوا سيقولون ان 120 شرطيا اعدموا لأنهم رفضوا اطلاق النار على المدنيين. وبأن الشرطي المشنوق تمثيلية حكومية..
المعارضات التي بلا أخلاق تسقط بسرعة النيازك والمعارضات الشريفة تتألق كالنجوم .. والمعارضات التي ترى نصف الدم يكون نصف دمها أجنبيا..وفي النهاية ظهر لنا أن كل المعارضات العربية التي تشكلت جنينيا في الغرب تعاني من نفس الداء وهي أنها تعول على الغرب (الأم البيولوجية) كثيرا في احداثها للتغيير وهذا يدل على ارتباطها المشيمي بالغرب ..وكنا نعتقد أن آخر المعارضات التي نمت في الرحم الغربي واستعانت به هي المعارضة العراقية فاذا بالمعارضة الليبية على نفس الطريق واذا بمن كانوا معارضين سوريين يتدرعون بالتقية السياسية ضد الاستقواء بالاجنبي يشربون من نفس الكأس ويستميتون لدفع الأسد لاستخدام العنف ليبرر لهم طلب النجدة من أحفاد شارل مارتل وريتشارد قلب الأسد بعد أن قاتلهم بسلاح أحرجهم وأخرجهم عن طورهم وهو سلاح الاستجابة لمطالبهم واصدار الأوامر بعدم استخدام العنف ضد المحتجين رغم كل مظاهر العنف واللاحضارة التي أبداها المحتجون ورغم أن القاصي والداني صار يعرف أن قتل المتظاهرين يتم غالبا اما من قبل قناصة المعارضة والغرباء الذين يريدون أن يجري الدم في الطرقات لتهييج مشاعر الناس عبر اتهام الأمن وتغطية ذلك بلقطات سينمائية كثيرة تؤكد تورط الأمن ..
والحقيقة الساطعة الآن أنه ورغم آلاف أجهزة الموبايل النقالة التي تصور حتى الذباب فان صورة واحدة تظهر رجال الأمن يطلقون النار على المتظاهرين لم تظهر موثقة وحقيقية بعد (الا اذا قبلنا الصور المفبركة التي تظهر ادعاءات اشخاص لانعرف هوياتهم ولانعرف اذا كانت الصور التي يبثونها تمثيليات او تركيبات وهي كثيرة جدا) لكن لم أجد وثيقة واحدة وفيلما مصورا يمكن الاستناد اليه كدليل قاطع ..وقد عرضت هذه الصور الكثيرة (باسم المعارضة السورية) ومقاطع الفيديو على جهات مستقلة أجنبية صحفية وكان الجواب على الدوام أننا لانستطيع التحقق من صحة الفيلم لسبب كذا وكذا مثل غياب جهة محايدة لتؤكدها وتفسرها أوتؤكد أن المكان في سوريا أو من مثل ان الادعاء بأن الضحية قتلت من قبل قوات الأمن لأن الشخص الذي يردد الخبر على مقطع اليوتيوب ويقلب رأس الضحية غيرواضح المعالم ولاتعرف مصداقيته وعلاقته ومصلحته من الترويج... والنصيحة كانت أننا تحتاج الى كثير من التشكيك قبل القبول بها..ورغم كل الادعاءات بأن المدن تقصف بالدبابات والطائرات فانني لم أر مشهد مدرعة أو طائرة تقصف ولم أجد جدارا فيه آثار قذيفة..وتابعت كل الفيديو الذي تبثه مواقع المعارضة ومن بينها جولة بالكاميرا المحمول في درعا تحت عنوان الدمارالذي أحدثه قصف الجيش في درعا ولكن لم أجد اكثر من بعض السيارات المتضررة وبعض الأرصفة المهشمة وطلقات رصاص البنادق الخفيفة على بعض الجدران والتي لادليل على أنها بسبب قوات الجيش وهناك احتمال كبير على أنها من نتائج شغب المتظاهرين (السلميين)..
لذلك من جديد نقول: الشعب ....يريد... رأس.... الثورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق